[et_pb_section fb_built=”1″ _builder_version=”3.20.1″][et_pb_row _builder_version=”3.20.1″][et_pb_column type=”4_4″ _builder_version=”3.20.1″][et_pb_text _builder_version=”3.20.1″ text_font=”||||||||” header_font=”||||||||”]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في كثير من الأحيان نواجه كأمهات العديد من المواقف السلبية مع أبنائنا، فنضطر إلى التصرف معهم بالضرب أو الصراخ أواستخدام بعض الألفاظ التي لا تليق كعقاب  للطفل على سوء تصرفه، و في معظم الأحيان نشعر بالذنب ، و بتأنيب الضمير، و نتهم أنفسنا بالفشل. هدفنا أننا نسعى لتحسين سلوك طفلنا ولكننا نصطدم بالنتيجة العكسية و هو أنه مازال يسئ التصرف و لم تنفع الوسائل السابقة الذكر و المتمثلة في العقاب.

و السبب في ذلك أننا نجهل بعض الأدوات التربوية والتي لو تعلمناها لاستطعنا تجاوز العديد من العقبات، و من هذه الأمور  معرفة بدائل العقاب و التي يكون الهدف منها اكساب الطفل مهارات حياتية وصقل شخصيته و الحفاظ على نفسيته.

بداية أحب أن أعرج على أخطار الضرب و العقاب بصفة عامة، فكما لا يخفى عليكم أن للعقاب أثر سيئ جدا على نفسية الطفل سواءا على المستوى القريب أو على المستوى البعيد عندما يكبر و يصبح بالغا، منها: يصبح شخص عنيف، متسلط، قاسي، بارد المشاعر،ضعيف الثقة بالنفس ، ضعيف التحصيل العلمي، عدم الشعور بالأمان و أن العالم مكان خطير للعيش، يتبع سياسة الغاب والتي أساسها القوة، اضطراب في العلاقات الاجتماعية (العلاقات الزوجية و الأسرية مثلا)،  أن يمارس بعض السلوكيات الخاطئة ليحافظ على استقراره ، مثل الكذب و السرقة و الرشوة و غيرها.

لذلك إذا لاحظتم و تمعنتم فيما يمر بالأمة الآن و المشاكل التي نعاني منها، قد نجد أغلبها نابعة من سوء التصرف مع الطفل في الصغر مما أنشأ جيلا فيه العديد من المشاكل و  الأمراض النفسية، لذلك أنصح كل إمرأة تزوجت حديثا أو كل أم أن يكون لها اطلاع على مواضيع التربية، و بالتحديد خصائص المراحل العمرية للطفل، وأنصح بمتابعة هذه الدورة المجانية على منصة يودمي: سمات و الخصائص العمرية للأبناء، ففيها فوائد كثيرة، حيث تتعرفي لماذا يتصرف ابنك بهذه الطريقة.

لذلك كأول خطوة لابد أن أعرف أسباب سوء السلوك و أحاول حلها، فإذا حللنا الأسباب فإن السلوك السيء سيختفي تباعا. و لنضع في أذهاننا أن الطفل كائن بشري له أفكاره و شخصيته و مشاعره واحتياجات عليه إشباعها، لذلك في كثير من الأحيان قد يكون سوء التصرف هذا لجلب انتباهك أنت كأم، حتى تقضي معه وقت أطول و تشبعي الحاجة التي يحتاجها، حتى لو كانت طريقة طلبها بطريقة غير صحيحة المهم أن يشبع رغبته، لذلك علينا كآباء و أمهات معرفة أن الطفل في سنواته الأولى يكون ذهنه غير مكتمل النمو ، فدورنا نحن أن نوجهه للتصرف الصحيح و نلعب دور معدل لمزاجه، لذلك نحتاج أن نعد أنفسنا لهذه المرحلة كما ذكرت بالصبر و التصبر، و بالعلم و الاطلاع والوعي التربوي.

فالطفل عندما يشعر بالأمان و الطمأنينة فإنه سيصرف بشكل أفضل، لذلك أهم نقطة لابد من التركيز عليها في علاقتنا مع أبنائنا هي تقوية هذه العلاقة فهي رابطة مقدسة قد ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم حيث قال:”وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ” (سورة الأحقاف: 15)، فقبل أن نطالب أبنائنا بالبر لابد أن نبرهم أولا و نحسن إليهم في صغرهم حتى يبرونا في كبرهم ، و تكون لهم ذكريات طيبة معنا لن ينسوها مهما كبروا ، و بالتالي نجني ثمار تربيتها الحسنة بإذن الله تعالى، فقد قال عليه الصلاة و السلام: “نَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ “رواه مسلم.

والسؤال المطروح الآن: كيف أتصرف عندما يسيء طفلي السلوك؟

أولا:اهدئي و خذي نفسا عميقا

ابتعدي عن مكان الطفل حتى تستعيدي توازنك و تمسكي نفسك في الوقت الحرج، حتى لا تكون هناك ردة فعل قوية تسبب عقد نفسية للطفل.

ثانيا:اعرفي سبب السلوك.

ثالثا: افهمي مشاعر طفلك و شاركيه إياها، و تعاطفي معه .

رابعا: اشرحي له ماذا فعل و بيني له نتيجة هذا السلوك.

خامسا: حاوريه و افهمي منه لماذا تصرف بهذا التصرف.

سادسا: ضعي نفسك مكان الطفل

فلا ترفعي سقف توقعاتك من طفلك، فما زال طفلا صغيرا غير مكلف و هو في مرحلة التعلم و الاستكشاف فلا تتوقعي منه أن يرتفع إلى مستوى تفكيرك، بل عليك أنت كأم أن تنزلي إلى مستوى تفكيره.

سابعا: إيجاد الحلول

بعد معرفة المشكلة لابد أن ننتقل إلى إيجاد الحلول، اعملوا عصف ذهني للحلول ويشارك الطفل في الاقتراحات معك، و دورك تسجيل هذه الحلول ثم غربلتها و اختيار المناسب لك ولعائلتك.

ثامنا: أن نولد نتيجة طبيعية لسوء السلوك

مثلا سكب الماء على الأرض النتيجة الطبيعية أن ينظف الأرضية من الما، لم يرض أن يغسل أسنانه فالنتيجة الطبيعية أنه لن يحصل على السكاكر في اليوم التالي، تجاوز مدة استخدامه للإلكترونيات النتيجة الطبيعية أن يحرم منها خلال الأسبوع القادم و هكذا….

تاسعا:عدم التركيز على النتيجة الفورية

إلغاء آراء الناس و مكانتك الاجتماعية أمامهم و التركيز على ابنك و يكون هدفك أن يتعلم المهارات الضرورية له  في الحياة و أن تحافظي على نفسيته لينشأ سليما جسديا و نفسيا و عقلي، فلا نركز على النتيجة الفورية وهي أن يترك السلوك السيئ و فقط ،لأن نتيجتها على المستوى البعيد ستكون سلبيا كما ذكرت سابقا.

 أساليب تساعد الأمهات على تخفيف التوتر و الضغط:

من الأسباب التي قد تدفعنا نحن كآباء و أمهات إلى ممارسة العقاب البدني أو  اللفظي مع أبنائنا ، هو شعورنا بضغوطات كثيرة، اجتماعية أو نفسية أو مادية، لذلك سأحاول غقتراح بعض الحلول التي تساعدك على التخفيف من هذا الضغط و التوتر:

أولا: حل المشاكل

تعلمي يحل المشاكل التي تواجهك أولا بأول، سواء مع زوجك أو أهلك أو في عملك، حتى لا تؤثر هذه المشاكل على علاقتك بأطفالك.

ثانيا: قائمة التهدئة

يمكنك كتابة مجموعة من الأمور التي تساعدك على الاسترخاء و التخلص من الضغط و اختيار واحدة منها وممارستها كلما شعرت بالضغط مثل: 

قراءة القرآن

الوضوء و الصلاة

الذكر و الاستغفار

شرب الماء

ممارسة التنفس العميق

الرسم و التلوين 

ممارسة بعض التمارين الرياضية

والقائمة تطول، يمكنك إضافة أي شيء يشعرك بالهدوء ، و ممارسته أثناء شعورك بالضغط.

ثالثا: وضع قانون للبيت

من الأمور الجميلة أن تجتمع الأسرة و تكتب قانونا يناسبها، و شارك الأبناء في كتابته أيضا ، مما يشعرهم بالمسؤولية و القدرة على الالتزام به مستقبلا. و هذا القانون يخفف عليك أعباءا كثيرة  حيث يعرف الأطفال ما لهم و ما عليهم ، طبعا هو يختلف من حين لآخر حسب أعمار الاطفال .

رابعا: الروتين

الروتين من الأمور الجميلة التي تسهل حياتنا كأمهات، حيث يتعود الأطفال على طقوس معينة يوميا مثل روتين الذهاب إلى المدرسة، روتين الرجوع من المدرسة، روتين النوم، و هكذا، قد يصعب تطبيقه في البداية و لكن مع الوقت يصبح عادة و تتعود عليه الأسرة فيخفف عن الأم الكثير من الأعباء.

خامسا: تخصيص وقت لنفسك

من الأمور التي تساعدك كثيرا في التخفيف من توترك و ضغطك، أن يكون لك وقتك الخاص يوميا تمارسين فيه هواياتك، أحلامك، تخططين لطموحاتك، مثل قراءة كتابك المفضل، متابعة برنامجك المفضل، ممارسة عملك الخاص و غيرها، فهذا الوقت يعتبر شحنة بالطاقة الإيجابية التي تساعدك على تحمل ضغوط البيت و الأولاد، و يحقق لك ذاتك واستقرارك النفسي فلا تفرطي فيه مهما حصل .

هذا ما أرت اليوم مشاركتكم إياه من خلال تجربتي مع أولادي، و من خلال رحلتي التعليمية في موضوع التربية عموما، و التربية الإيجابية خصوصا، أرجو أن تضيف لكم هذه المعلومات شيئا جديدا إلى معلوماتكم السابقة، أرجو أن تخبروني في التعليقات ماهي الأمور التي تودون بدء استخدامها، و ما هي الأمور التي ذكرتها في النقاط السابقة تستعملونها في حياتكم.

شكرا لمروركم و قرائتكم لمقالتي التي كتبتها من القلب وأرجو أن تصلكم إلى قلوبكم و تسعوا إلى تطبيقها، إلى أن نلتقي في مقالة أخرى و موضوع جديد أترككم في رعاية الله و حفظه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[/et_pb_text][/et_pb_column][/et_pb_row][/et_pb_section]

أترك تعليق او استفسار

Your email address will not be published. Required fields are marked

  1. جزاك الله خيرا اختاه على هذه النصائح القيمة
    سبحان الله هذه الطريقة بدأت استعملها مع ابني و يارب جيب نتيجة
    أعاننا الله و إياكم على حسن تربية اولادنا

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}